بدأ اليوم الثالث من منافسات بطولة كوبا أميركا 2011 في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء بمباراة منتخب بيرو ضد المنتخب الأوروجوياني ضمن منافسات المجموعة الثالثة والأخيرة من البطولة -والتي تضم بجوارهما منتخبا تشيلي والمكسيك-.
انتهت المقابلة بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق ليكون هذا التعادل هو الرابع في البطولة والتي شَهدت فوز وحيد كان للمنتخب الكولومبي على حساب كوستاريكا بهدف يتيم.
دفع المدير الفني المحنك للأوروجواي أوسكار تاباريز بكامل قوته الهجومية منذ البداية حسب التشكيل الذي أعلنه في المؤتمر الصحفي قبل اللقاء في ظاهرة غير مسبوقة في البطولة ولعب بثلاثي هجومي يشبه مثلث بيرمودا وكان يضم سواريز فورلان وكافاني ويعد هذا أمر جديد على تاباريز الذي اعتدنا عليه في كأس العالم 2010 البدء بالثنائي سواريز وفورلان فقط ولكن يبدو وأنه أراد أن يُظهِر نفسه منذ البداية بعد تعثر الأرجنتين والبرازيل ليكون هو المنتخب المنتظر متابعته من جميع المراقبين.
وعلى الجانب الأخر بدأ المدير الفني لبيرو سيرجيو ماركاريان بتشكيل متوازن ومناسب للفريق بعد الغيابات المؤثرة التي آلمت بالمنتخب قبل بداية البطولة وكان أهمها لاعب نادي فيردير بريمن وأحد أفضل الهدافين الأجانب في البوندزليجا كلاوديو بيتزارو وعدم اكتمال شفاء خوان مانويل فارجاس الذي شارك في تلك المباراة في أخر نصف ساعة.
بيرو استطاعت مجاراة الأوروجواي في الشوط الأول بفضل حماس لاعبيها وانتهى بالتعادل 1/1 بعد أن كانت بيرو المسجلة أولاً.
المهاجم الهداف لنادي هامبورج باولو جوريرو تمكن من خلخلة دفاع أوروجواي وكانت أول الهجمات في الدقيقة العاشرة من جانبه عندما مر من دفاعات الأوروجواي ولكن بعد تخطيه لأخر مدافع تعرض للعرقلة والمنع من قبل الدفاع.
ثم عاد جوريرو ليكتب أول اللقطات المضيئة في الدقيقة 24 بهجمة مرتدة تُدرس، فالكرة بعد ارتدادها من دفاع فريقه وصلته وهو مُنفرد بالمرمى ليتخطى الحارس الشاب موسليرا بمهارة عالية ويحرز هدف التقدم.
بدا وكأن منتخب الأوروجواي فقد السيطرة على المباراة بعد الهدف خصوصاً وأن مثلث بيرمودا كان خارج النطاق في أول نصف ساعة، وبفضل حنكة تاباريز الذي وقف على الخط يعطي تعليماته بإعادة تمركزهم بوضع كافاني وفورلان خلف سواريز والاعتماد على التوغل من العمق.تغير شكل الفريق بنسبة كبيرة وازدادت الفاعلية على المرمى وأخذ فورلان يسدد الكرة تلو الأخرى حتى حصل على ركلة حرة مباشرة من خارج منطقة الجزاء قبل نهاية الشوط بخمس دقائق ونفذها ببراعة ولكن لولا يقظة الحارس البيروفي لكانت النتيجة هدف لمثله.
وفي الوقت الذي انتظر فيه عشاق بيرو اطلاق الحكم لصافرته معلنًا نهاية الشوط الأول استطاع مهاجم ليفربول لويس سواريز خطف الأضواء بهدف التعديل بعد تمريرات ناجحة انتهت بكرة لعبها كافاني من خلف المدافعين في العمق ليضرب القلب بفضل تحرك سواريز بدون كرة يودعها المرمى ويعلن تعادل الأوروجواي قبل الدخول نفق مُظلم ببداية الشوط الثاني.
لم يجر أياً من المدربين تغييرات خلال الشوط الثاني حيث دخلا بنفس التشكيل، وبعد انقضاء أول عشر دقائق بدت سيطرة الفريق السماوي واضحة وكان قريباً من المرمى في أكثر من كرة مما دفع ماركاريان بالدفع بكل أوراقه وكانت أهمها نزول لاعب الفيولا فارجاس والذي كان مصاباً قبل البطولة ليعطي المنتخب البيروفي خطورة أكثر من الناحية اليسرى وتبادل الفريقين الهجمات على كلا المرميين دون إحراز أي أهداف.
وكانت أبرز الهجمات للأوروجواي تلك التي لاحت لدييجو فورلان في منتصف الشوط بعد تمريرة كافاني ولكن مهاجم أتليتكو مدريد أطاح بالكرة خارج الملعب في لقطة غريبة.بينما هجمات البيرو تلخصت في محاولات فارجاس وجوريرو الذي هدأ في الشوط الثاني، ولكن في الدقيقة الأخيرة من المباراة كاد يُنهي كل شيء بعد هجمة ممتازة من فارجاس وكرة عرضية على رأس جوريرو ولكن الكرة ذهبت بجوار القائم الأيسر لمرمى موسليرا لتنتهي المباراة بهذا التعادل المخيب لكلا الفريقين وخصوصاً إذا فاز أياً من المكسيك وتشيلي في المباراة التي ستقام بينهم اليوم.