تعيش مدينة خريبكة والمناطق المجاورة لها منذ يوم الأربعاء 6 يوليو، على وقع احتجاجات عنيفة أدت على اندلاع مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين يطالبون بالشغل في المكتب الشريف للفوسفاط.
وذكرت مصادر حقوقية من المدينة، تحدثت إلى موقع "لكم"، أن المواجهات أسفرت عن عدة إصابات في صفوف الطرفين، واعتقال 30 متظاهرا تم تقديم 9 منهم يوم الخميس 7 يوليو إلى القضاء لمحاكمتهم.
وحسب شهود عيان من المدينة فقد كانت أكثر المواجهات عنفا هي تلك التي شهدتها منطقة حطان، عندما قام المتظاهرون بمهاجمة قرية نموذجية تابعة وتخريب مرافقها. مما أدى إلى تدخل قوات التدخل السريع التي استعملت الهراوات والعصي وخراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. وشوهدت طائرتين مروحيتين تابعتين للدرك الملكي تحلقان في السماء فوق المتظاهرين دون أن تتدخلان.
ونسبة إلى ذات المصادر فقد اتسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل قرية بوجنيبة عندما قام المحتجون بمهاجمة مرافق تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط ومرافق إدارية وسيارات عمومية.
وقال مراقبون من داخل مدينة خريبكة التي تشهد إنزالا أمنيا قويا، إن المواجهات ما زالت مرشحة للتصاعد، فقد قام متظاهرون بمهاجمة مقتصدية بالمدينة تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط وخربوا محتوياتها. وحتى حدود كتابة هذا التقرير (17.56) مازال العديد من المحتجين يتجمهرون في الشارع العام مما يرشح الوضع لمزيد من التأزم.
وتعود أسباب المواجهات إلى وعود سبق لإدارة المكتب الشريف للفوسفاط أن أطلقتها بناء على اتفاق مبرم مع عمال المكتب بإعطاء الأولوية لذويهم للتشغيل داخل المكتب. وتقدم للشغل بالمكتب نحو 36 ألف شخص، وفي اليومين السابقين أعلن المكتب عن وجود 8 آلاف منصب شغل شاغر على المستوى الوطني، خصص منها نحو 3 آلاف منصب شغل لسكان خريبكة والمناطق، وعند الإعلان عن أسماء المرشحين لملء هذه المناصب اندلعت الاحتجاجات من قبل من تم إقصائهم من الشغل وسرعان ما تطورت إلى أعمال وعنف ومواجهات ما زالت مرشحة للتصاعد.
وقالت مصادر من المدينة تحدثت للموقع، إن السلطات وفي إطار حملتها لحمل الناس على التصويت لصالح الدستور كانت تعد السكان بالتوظيف المباشر، وهو ما غذى طموح الكثيرين اللذين خذلتهم نتائج التعيينات التي أعلن عنها المكتب الشريف للفوسفاط.
---