hajar مشرف
الدولة : maroc عدد الرسائل : 144 العمر : 32 المزاج : normale الأوسمة : تاريخ التسجيل : 11/07/2011
| موضوع: المعاشرة والمعاصرة حجاب الخميس يوليو 14, 2011 11:25 am | |
| مختارات :من مؤلفات العلامة سيدي أحمد بن الحاج العياشي سكيرج رضي الله عنهاعلم أن أهل الله الذين أذن لهم في التعبير عما أدركوه من المقامات إلهاما من الحق لهم ليزدادوا بذلك ترقيا فيها بمقتضى شكر النعمة و التحدث بها في سائر الحالات، لا يمنعهم من ذكر ما أحرزوه بالفعل. و ما وعدوا به من الفضل، ما يخطر على الأوهام من التبجح، وحب التمدح، لصفاء سريرتهم، و تنوير بصيرتهم، و تنزيه قدرهم من أن يقفوا مع هذا الحظ الذي تنحط به الرتب العلى إلى الحضيض الأسفل. و الدرك الأرذل، و الظن بهم أن يكون قصدهم المولى، كما هو أليق بهم و أولى، فإن التحدث بالنعم مأمور به شرعا(1)، و القصد من أعمال القلوب لا سبيل إلى الإطلاع على حقيقته قطعا، و إنما يطلع عليها من يعلم السر و أخفى. فالمتعين إذًا سلوك حسن الظن بكل متحدث منهم بما أعرب عنه من الفضائل والمناقب. وحسن الشمائل و المراتب. و نحو ذلك مما يخصهم أو يعم غيرهم بسببهم(2). إلا أن إساءة الظنون بمن جرى على هذا المهيع قاضية بالطرد و المقت و البعد، نسأل الله السلامة من ذلك. و قد ابتلي جل أهل كل زمان بالنظر إلى معاصريهم من المتحدثين بالنعم بعين التهم. و سوء الظن بهم فيما يقولون أو يفعلون. و يخصون من مضى قبل زمانهم بالتقديس(3) و حسن النية طبق ما ينكرون أو يعتقدون، تلك سنة الله سنها لهم ما جبلت عليه النفوس من الإرتياب. وألزمهم السلوك على منهجها ما انسدل عليها من حجاب المعاصرة الذي هو أعظم حجاب. فلم ينتفع بأهل عصره إلا القليل من قليل. و تلك سنة الله في خلقه جرت على نهجها القويم من قديم. حتى لا ينتفع إلا الخاص بالخاص. بمحض الإختصاص، لذلك تجد كثيرا من أهل الله لا ينتفع بهم إلا البعض من الناس. و لا يحصل فيهم اعتقاد من أهل قطرهم. بل من أهل عصرهم. إلا من يسره الله لهم أو يسرهم له. فيجد من نفسه قابلية الحب فيهم. و إقبالا على ما يقابله منهم بوجه القبول، فيرى الخصوصية فيهم. فيجد ذاته كلها عيونا تنظر. و تنتظر ما يلوح لها من محاسن من اعتقدت فيه تلك الخصوصية. و كله آذانا تسمع حديثه و ما حدث عنه. و كله ألسنة تثني عليه طبق ما له من حسن الظن فيه. حتى أنه يستحسن ما يستقبحه غيره. و يهجر من أجله من لا يوافقه في الإعتقاد، و هذا كله من قبيل ما يسلمه كل شخص. وذلك ليستدل على صحته بما يجده من الحال في نفسه. بين أبناء جنسه. فلا يحتاج إلى الإستدلال عليه من كلام رجال هذا المجال. و إذا تقرر هذا المقال في هذا المقام أنتج لمطالعه نتيجة حسن اعتقاد في كل من حدث بنعمة مولاه. بما خصه به و أولاه، و لا يفتح باب الإنكار لفضله الذي أعرب عنه بنفسه. إلا المحروم في معناه و حسه. و لا موجب للإنكار أو الإعتراض إلا سوء الظن. أو الحسد. أو سوء الأدب. و قل من يصدر منه ذلك من غير حظ نفس. و هو نفساني. و لهذا تجد الكمل من العارفين يزرعون حب الأدب في قلوب المحبين. ويؤكدون عليهم قطف ثماره من أفنانها. حتى يتمكن فيهم ذلك ليكمل لهم الإنتفاع بسراية السر عند الإستمداد منهم. أو التعلق بهم. أو الإختصاص بهم من بين العموم. و كثيرا ما يلهج الكمل بين مريديهم بما منحهم الحق به ليتمّ على يدهم الإنتفاع لعمومهم و خصوصهم. و ينوهون بما أحرزوه من المقامات من بينهم حتى ترسخ المحبة في قلوبهم. و هي المغناطيس الجاذب للسر النافع. الذي لا تؤثر فيه عوامل القواطع. و المقصود من ذلك كله توثيق العلائق و الروابط القلبية بين المريد و شيخه. فيظفر بالمراد طبق ما يريد. و فوق ما يريد. و كل شيخ يصرح بما يرى فيه مريديه. و كلما عظمت رتبته زاد تنويها بما لديه. ليعظم الإنتفاع على يديه. | |
|