ارق الشاب المغربي حكيم العسلي، (17 سنة)، الحياة، بعد أن أضرم النار في جسده باستعمال وقود الإنارة (الغاز)، أول من أمس، في الشارع أمام مسكنه في منطقة سيدي مومن في الدار البيضاء، وهي المنطقة التي خرج منها انتحاريو العمليات الإرهابية التي هزت العاصمة الاقتصادية والتجارية للمغرب في مايو (أيار) 2003. وقال شهود عيان إن صاحب دكان قريب من مكان الحادث تدخل عبر استعمال جهاز إطفاء الحريق من أجل إنقاذ حياة حكيم العسلي، الذي تم نقله في حالة خطيرة إلى وحدة علاج الحروق الخطيرة في مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، لكنه فارق الحياة صباح أمس متأثرا بحروقه. وذكر شهود عيان أن حكيم العسلي، العاطل عن العمل والذي لم تمض مدة طويلة على خروجه من السجن، كان في حالة نفسية سيئة في الأيام الأخيرة، وشوهد عدة مرات في الشارع في حالة متوترة. وكانت تبدو عليه آثار استعمال المخدرات والحبوب المهلوسة. وقال أحمد الوفي، رئيس جمعية «شمس» للتنمية الاجتماعية، التي تنشط في المنطقة، إن سبب الحادث هو الظروف الاجتماعية الصعبة التي كان يعيشها حكيم العسلي. وأضاف أن منطقة سيدي مومن، التي تسكنها 300 ألف شخص أغلبيتهم من الشباب، تعاني انتشار الفقر والبؤس وعدم وجود المرافق الاقتصادية والاجتماعية. وأضاف الوفي «نعاني كثيرا من انتشار الانحراف وتعاطي المخدرات والحبوب المهلوسة وسط الشباب. وعلى الرغم من أن العديد من الجمعيات تبذل مجهودات كبيرة للحد من هذه الظاهرة، عبر حملات التوعية والسعي لوقاية الأطفال والشباب منها، فإن الإمكانات تبقى ضعيفة مقارنة مع حجم الظاهرة».
وعرف المغرب مند بداية العام الحالي ست حالات للانتحار، على الطريقة التي باتت تعرف باسم «حالة البوعزيزي»، في إشارة إلى محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في جسده احتجاجا، وأدى ذلك إلى اندلاع الثورة التونسية. وأسفرت الحالات الست عن وفاة خمسة أشخاص، وكان آخرها حالة سلام علولي البالغ من العمر 56 سنة وهو أب لثلاثة أبناء، من منطقة سبت جزولة قرب مدينة آسفي (جنوب الدار البيضاء) الذي أضرم النار في جسده منتصف يونيو (حزيران) الماضي، وتوفي في مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء.