ياة بوفراشن*:
2011-07-28 23:48:00
غريب أمرك يا رجل، أيها الفقيه مفتي الجنس،يا من لا يفقه في الدنيا إلا من خلال كتلة جسد "الأنثى" حتى لا أقول" المرأة".. فسيادة الفقيه السيكسلوجي لا يرى حواء إلا في وضعية الشذوذ الجنسي وهي تعيش لتخضع إلى الصور البورنوغرافية التي يظل شيخنا المبارك ينسجها في خياله ليلا كي يقتسمها صباحا مع"عامة الناس" المتعطشين لفتاواه واجتهاداته..
معجبة أنا أشد ما إعجاب بذلك العقل المبدع المتفتق الذي يتصل مباشرة بالجهاز التناسلي.. فالشيخ توقف لديه البحث عند جسد المرأة.. حيث أضحت كل فتاواه تنصب فيه وحوله، ولا فرق بين امرأة حية أو ميتة، طفلة أو بالغة، وزيرة أو ربّة بيت، مناضلة أو مسالمة أو متحجبة أو متبرجة.. كلهن يصلحن للبلاغة السيكسولوجية الزمزامية التي تؤدي بالضرورة إلى جسد المرأة وحلته الاستهلاكية التي لا تبغي إلاّ إمتاع الرجل والاستجابة لشطحاته الجنسية .
أيها العلامة في علوم الجنس والمتعة حياة ومماتا.. ألم تجد مواضيع لفتاويك حتى تخرج جنون عظمتك إلى الوجود من غير العبث بجسد المرأة’ التي ولدتك "وربتكٌ" لتصبح رجلا عالما فكره، وعلمه وصباحه ومساؤه، فصرت سجين هذا الجسد الأنثوي الذي تستغله ليلا قبل أن تهينه وتدنسه صباحا بفتاواك "النيرة" .
أيها الفقيه.. مجتمعنا أنت تراه سليما معافى، استوفى حقه من العلم والتنوير في كل فرائض الإسلام وسننه ومستحباته، كما تخلص من كل مشاكل الدنيا التي يتخبط فيها الشيب والشباب.. ولك ترصد كونهم لم يعودوا يعرفون أي طريق يسلكون أو أية ملة يعتقدون، فهم حسبك لا يحتاجون الاهتداء إلى رجل صالح حكيم يناقش أمور دنياهم، بسياستها ومخدراتها وزواجها وطلاقها وتجارتها وأسفارها وعلاقاتها العاطفية داخل المدارس والجامعات والأوطوبيسات وعلى الشواطئ..
أيها" العالم الجليل" .. ما قولك في مواطنين أصبحوا قطاع طرق بالسيف من أجل سرقة الغير؟، وما رأيك في الحراك الاجتماعي والسياسي التاريخيين اللذان تعيشهما بلادنا؟، وما قول لسانك في النساء المتحجبات اللائي يسبحن بجلابيبهن في مسابح الفنادق الفخمة إلى جانب أجنبيات خلعن كل شيء أمام أزواجهن وأزواج غيرهن من المسلمات؟، ما رأي الإسلام في أيدي أمثالك التي جعلت الملة في الدرك الأسفل؟.. أكيد أن رأيك في هذه المواضيع سيجلب لك قراء وشهرة أكثر من السيكسولوجيا.
أيها الشيخ، يكفينا ما نعيشه من سكيزوفرينيا اجتماعية، اترك المرأة وحالها، يكفيها ما تعيشه من تمزق وظلم اجتماعي واقتصادي وسياسي وثقافي.. فلا تجعلها تكره دين الإسلام من جراء مفت مهووس بالأضواء وهمه الأوحد والوحيد هو أن يكتب اسمه بالبند العرض ولو بمداد ملوث.
المرأة المغربية، المسلمة، الأم، الزوجة،’مربية الأجيال، المساهمة في نمو بلدها، هي أنظف من تلك العقليات المتسخة القذرة التي لا تراها إلا في الوضع البهائمي.. أعزك الله .
* رئيسة المنظمة المغربية لإنصاف الأسرة