أسوء خبر يمكن أن يقراه مواطن حالم بالتغيير هذا الأسبوع هو أن الحركة الشعبية تتطلع لرئاسة حكومة الدستور الجديد.
وأكبر خيبة أمل ستضرب الذين وضعوا الأمل في خطاب الملك والدستور الجديد
والإصلاحات السياسية الجارية هي أن يأتي يوم يجد فيه الناس محند العنصر
رئيسا للحكومة بالصلاحيات التي يخولها الدستور الجديد.
محند العنصر يا إخوان هو وأمثاله أصبحوا في خبر كان وأنتهوا مع آخر
خطاب للملك. ومن يريد الرجوع بنا إلى الوراء سوف يدفع البلد إلى التهلكة و
الضياع. هو وأمثاله من بقايا العهد القديم والحرس القديم مثله مثل اليازغي
والحليمي والراضي وعباس الفاسي وعبد الله القادري وغيرهم كثيرون لا يمكن
ذكر لائحة أسمائهم بالكامل.
من كان يريد الخلاص حقيقة لهذه البلاد و تجنيبها الفتنة وسيناريوهات
المشرق لا بد له أن يصاب بالغثيان والخوف والحزن من وجود رموز الأحزاب
الإدارية و "زعماء" لغة الخشب والعهد القديم في مسؤوليات حكومية وفي قيادة
مؤسسات عمومية وهيئات وطنية.
دفنا الماضي هي أفضل السبل لتجاوز المرحلة بأقل الخسائر. غير هذه
الطريق معناه إشعال الحرائق التي لا أحد يمكن أن يتوقع نتائجها على مستقبل
البلد.
الناس غاضبون على السياسة والسياسيين ويضربونهم بالطوب وماطيشة و لبيض
الفاسد ويطردونهم من الدواوير والقرى ومدن المغرب العميق . كل هذه
الإشارات الواضحة لم تكف لنا لنفهم أن عودة العنصر والراضي وعالي الهمة
والخليفة و"أحرار" التجمع الوطني و "زعماء جوج دريال" و باقي البابوات
العجزة هي عودة لوضع المغرب على فوهة بركان سيأتي على الأخضر واليابس.
حقا نموت و يحيى الوطن . حقا لا نريد رؤية هؤلاء مرة أخرى ولو في حلم مزعج.
بعد كل المسيرات والاحتجاجات التي غطت المغرب بمبادرة من حركة سباب 20
فبراير و بعد أن قلنا عقب الخطاب الملكي أننا بصدد الدخول لمرحلة جديدة
عنوانها تعبيد الطريق نحو ملكية برلمانية عصرية ديمقراطية دستورية
تعاقدية. بعد كل الأمل بدأنا للأسف نسمع عن حكومة يقودها الديناصورات
الذين قال فيهم الشارع المغربي الغاضب "ديكاج".
أخطر لعب بالنار سيورط البلد نفسه فيه وسيهدد بالسكتة القلبية الحقيقية
والانتفاضات المتتالية والسخط العارم للشعب هي عودة وجوه الأزمة ورموز
العهد الماضي من الكائنات الحزبية التي تربت في حضن إدريس البصري رحمه
الله. البصري كان رجل دولة على كل حال أما هؤلاء الأشخاص فكانوا خداما
منفذين لتوصيات تخرج من وزارة الداخلية و ليس من مقرات الأحزاب.
عمر أوشن
أقول
دائما أن أحسن دور تاريخي قامت به الحركة الشعبية هي قطع الطريق في بداية
الاستقلال على طغيان الحزب الوحيد الذي كان حزب الاستقلال يهيأ البلد له
على شاكلة الأحزاب الوطنية في بلدان أخرى استحوذت على السلطة وجعلت من
الاستقلال غنيمة ووليمة. نهاية هذه الأنظمة نتابع سقوطها في المشرق اليوم.
لك الشكر الحركة الشعبية على تجنيب المغرب ديكتاتورية الحزب الوحيد.لكن
شكرا و كفى. وانتهى الدور لأن الحزب تحول إلى مزرعة تابعة لاحرضان ووررثته.
التحليل الواقعي العلمي يفرض اليوم على حركة 20 فبراير أن تحدد الأجندة
و البرنامج المرحلي وخطة العمل وتضع الخطوط العريضة بين التاكتيك
والإستراتيجية في علاقتها مع الإسلام السياسي الراديكالي.لديها عجينة
للفران و لديها ورش كبير من الإصلاحات لتلعب فيه دور الرقيب و الرقابة و
المعارضة والنقد في انتظار أن تتحول إلى حزب سياسي ليبرالي حر حقيقي و ليس
كأحزاب حانوتي التي نعرفها اليوم.
العنصر مفرد في صيغة الجمع وعودته معناها عودة كل الفيالق المحنطة
وعودة المخزن القديم. المخزن في نهاية المطاف ليس اسما علما شخصا محدد
الهوية ووالصفة والعنوان. المخزن نظام حكم . سيستام و نمط سلطة. المخزن لا
يحكم سوى بوجود أحزاب مخزنية وزعماء مخزنيين . من أبرز الزعماء المخزنيين
الذي لعب دور الكومبارس في خيمة البصري هو محند العنصر وأمثاله كثيرون
الآن من الذين يطمحون للعودة إلى المسرح السياسي السوريالي الذي نعيشه.
أوقفوا المهزلة. ولا تنتظروا أن تشتعل النار مرة أخرى.